ثمّن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشن، الجمعة، توقيع مصر اتفاق سد النهضة ودعا إثيوبيا للحذو حذوها، فيما أكد خبير في شؤون المياه "لموقع الحرة" أن غياب إثيوبيا يمنح السودان ومصر حق الانسحاب من اتفاق المبادئ الخاص بسد النهضة الموقع في الخرطوم عام 2015.
وكانت مصر قد أكدت توقيعها بالأحرف الأولى على الاتفاق النهائي الخاص بسد النهضة في غياب إثيوبيا والسودان.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إنه في ضوء الدور البناء الذي اضطلعت به الولايات المتحدة لحل الأزمة، "قامت مصر بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق المطروح تأكيدا لجديتها في تحقيق أهدافه ومقاصده".
وكان من المتوقع أن توقع الدول الثلاث هذا الأسبوع على الاتفاق الخاص بملء وتشغيل سد النهضة الذي يقام على نهر النيل الأزرق أحد الرافدين الرئيسين لنهر النيل.
وتخشى مصر أن يؤثر قيام السد على حصتها المائية، فيما تتمسك إثيوبيا بإنشائه لتوليد الطاقة الكهربائية، دون الإضرار بحقوق الآخرين في مياه النيل، كما تقول.
وفي الأيام الماضية، أعلن وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس أن الدول الثلاث، السودان ومصر وإثيوبيا، اتفقت على 90 في المئة من نقاط الخلاف الخاصة بسد النهضة. لكن إثيوبيا طلبت فجأه تأجيل المفاوضات.
وأعربت مصر عن أسفها لتغيب إثيوبيا والسودان عن الاجتماع، وأكدت تطلعها لأن تحذو الدولتان حذوها في توقيع الاتفاق في أقرب وقت ممكن، باعتباره "اتفاقا عادلا ومتوازنا يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث"، حسب البيان.
وعبر بيان وزارة الخارجية المصرية عن تقدير مصر للجهود التي قامت بها الولايات المتحدة والبنك الدولي على مدار الأشهر الأربعة الماضية، والتي أسهمت في بلورة الصيغة النهائية للاتفاق بما يشمل قواعد محددة لملء السد وتشغيله، وإجراءات لمجابهة حالات الجفاف، وآلية للتنسيق وأخري لفض النزاعات، فضلا عن أمان السد والدراسات البيئية بإنشائه.
وكان وزير الخزانة الأميركي قد أجرى محادثات ثنائية منفصلة مع وزراء من مصر والسودان خلال اليومين الماضيين بعدما طلبت إثيوبيا تأجيل ما كان من المفترض أن تكون الجولة الأخيرة من المحادثات.
وأضاف الوزير الأميركي، في بيان، أنه يتطلع إلى اختتام إثيوبيا لمشاوراتها الداخلية لإفساح المجال للتوقيع على الاتفاق "في أقرب وقت ممكن". من دون أن يحدد موعدا بعينه.
واستطرد البيان "نقدر استعداد حكومة مصر للتوقيع على الاتفاقية وتوقيعها بالأحرف الأولى لإثبات التزامها".
وقال منوتشين إن الولايات المتحدة ستظل منخرطة مع مصر وإثيوبيا والسودان إلى أن توقع الدول الثلاث على اتفاق ينهي سنوات من الخلافات بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وأعلنت وزارة المياه الإثيوبية، الأربعاء، عدم مشاركة أديس أبابا في الجولة الأخيرة من محادثات سد النهضة.
وذكرت الوزارة في صفحتها على موقع "فيسبوك" أن إثيوبيا "ستتخطى المحادثات في واشنطن يومي الخميس والجمعة المقبلين لأنها لم تختتم مشاوراتها مع أصحاب المصلحة المعنيين"، وأضافت الوزارة أنه تم إبلاغ وزير الخزانة الأميركي بالقرار.
وقال الخبير السوداني في شؤون المياه أحمد المفتي إن غياب اثيوبيا عن المفاوضات، يعطي السودان ومصر، الحق في سحب توقيعها علي إعلان مبادئ سد النهضة الموقع في عام 2015.
وأضاف المفتي "لموقع الحرة" " أن "تغيب إثيوبيا عن المفاوضات، واستمرارها في تشييد السد، هو انتهاك للمبدا رقم 5 من إعلان مبادئ سد النهضة، الذي يلزم إثيوبيا بأن يكون استمرار التشييد بالتوازي مع استمرار المفاوضات" .
وأوضح المفتى أن تغيب إثيوبيا يمنح السودان ومصر أيضا حق "المطالبة بأن يكون التفاوض علي أساس الخمسة عشر مبدءا، الواردة في المادة 3 من اتفاقية عنتيبي، والتي وافقت عليها جميع دول حوض النيل، بما فيها إثيوبيا، بشهادة 13 جهة دولية، بينها الولايات المتحدة والبنك الدولي والأمم المتحدة".
يشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كان قد قال، قبيل إعلان إثيوبيا مقاطعة الجولة الختامية للمفاوضات، إن التوصل إلى اتفاق نهائي حول السد يحتاج إلى مزيد من العمل قد يستغرق أشهرا.
وانخرطت الولايات المتحدة في محادثات سد النهضة بعد دعوة من مصر، وفشل المفاوضات بين الدول الثلاث على مدار 10 سنوات.