صورة للأعمال الإنشائية في سد النهضة الإثيوبي مأخوذة في 17 ديسمبر 2016
مصر توقع على اتفاق سد النهضة بالأحرف الأولى في غياب إثيوبيا والسودان، وواشنطن تؤكد مواصلة الجهود لحل الأزمة

ثمّن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشن، الجمعة، توقيع مصر اتفاق سد النهضة ودعا إثيوبيا للحذو حذوها، فيما أكد خبير في شؤون المياه "لموقع الحرة" أن غياب إثيوبيا يمنح السودان ومصر حق الانسحاب من اتفاق المبادئ الخاص بسد النهضة الموقع في الخرطوم عام 2015.

وكانت مصر قد أكدت توقيعها بالأحرف الأولى على الاتفاق النهائي الخاص بسد النهضة في غياب إثيوبيا والسودان.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إنه في ضوء الدور البناء الذي اضطلعت به الولايات المتحدة لحل الأزمة، "قامت مصر بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق المطروح تأكيدا لجديتها في تحقيق أهدافه ومقاصده".

وكان من المتوقع أن توقع الدول الثلاث هذا الأسبوع على الاتفاق الخاص بملء وتشغيل سد النهضة الذي يقام على نهر النيل الأزرق أحد الرافدين الرئيسين لنهر النيل.

وتخشى  مصر أن يؤثر قيام السد على حصتها المائية، فيما تتمسك إثيوبيا بإنشائه لتوليد الطاقة الكهربائية، دون الإضرار بحقوق الآخرين في مياه النيل، كما تقول. 

وفي الأيام الماضية، أعلن وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس أن الدول الثلاث، السودان ومصر وإثيوبيا، اتفقت على 90 في المئة من نقاط الخلاف الخاصة بسد النهضة. لكن إثيوبيا طلبت فجأه تأجيل المفاوضات.

أعلنت وزارة الموارد المائية والري المصرية أن الجولة الرابعة  "لم تفض إلى تحقيق تقدم ملموس"
تحذير من "مفاجأة" بعد تعليق إثيوبيا مشاركتها بمفاوضات سد النهضة
شكك خبير في شؤون المياه، بالمبررات التي ساقتها إثيوبيا لعدم حضورها الجولة النهائية من مفاوضات سد النهضة، التي كانت مقررة يومي الخميس والجمعة في واشنطن، محذرا من أن الغياب الإثيوبي سيكشف عن "مفاجآت كبرى وتداعيات أخطر" مما يتصوره الجميع.

وأعربت مصر عن أسفها لتغيب إثيوبيا والسودان عن الاجتماع، وأكدت تطلعها لأن تحذو الدولتان حذوها في توقيع الاتفاق في أقرب وقت ممكن، باعتباره "اتفاقا عادلا ومتوازنا يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث"، حسب البيان.

وعبر بيان وزارة الخارجية المصرية عن تقدير مصر للجهود التي قامت بها الولايات المتحدة والبنك الدولي على مدار الأشهر الأربعة الماضية، والتي أسهمت في بلورة الصيغة النهائية للاتفاق بما يشمل قواعد محددة لملء السد وتشغيله، وإجراءات لمجابهة حالات الجفاف، وآلية للتنسيق وأخري لفض النزاعات، فضلا عن أمان السد والدراسات البيئية بإنشائه.

وكان وزير الخزانة الأميركي قد أجرى محادثات ثنائية منفصلة مع وزراء من مصر والسودان خلال اليومين الماضيين بعدما طلبت إثيوبيا تأجيل ما كان من المفترض أن تكون الجولة الأخيرة من المحادثات.

وأضاف الوزير الأميركي، في بيان، أنه يتطلع إلى اختتام إثيوبيا لمشاوراتها الداخلية لإفساح المجال للتوقيع على الاتفاق "في أقرب وقت ممكن". من دون أن يحدد موعدا بعينه.

واستطرد البيان "نقدر استعداد حكومة مصر للتوقيع على الاتفاقية وتوقيعها بالأحرف الأولى لإثبات التزامها".

وقال منوتشين إن الولايات المتحدة ستظل منخرطة مع مصر وإثيوبيا والسودان إلى أن توقع الدول الثلاث على اتفاق ينهي سنوات من الخلافات بشأن سد النهضة الإثيوبي.

وأعلنت وزارة المياه الإثيوبية، الأربعاء، عدم مشاركة أديس أبابا في الجولة الأخيرة من محادثات سد النهضة.

وذكرت الوزارة في صفحتها على موقع "فيسبوك" أن إثيوبيا "ستتخطى المحادثات في واشنطن يومي الخميس والجمعة المقبلين لأنها لم تختتم مشاوراتها مع أصحاب المصلحة المعنيين"، وأضافت الوزارة أنه تم إبلاغ وزير الخزانة الأميركي بالقرار.

وقال الخبير السوداني في شؤون المياه أحمد المفتي إن غياب اثيوبيا عن المفاوضات، يعطي السودان ومصر، الحق في سحب توقيعها علي إعلان مبادئ سد النهضة الموقع في عام 2015.

وأضاف المفتي "لموقع الحرة" " أن "تغيب إثيوبيا عن المفاوضات، واستمرارها في تشييد السد، هو انتهاك للمبدا رقم 5 من إعلان مبادئ سد النهضة، الذي يلزم إثيوبيا بأن يكون استمرار التشييد بالتوازي مع استمرار المفاوضات" .

وأوضح المفتى أن تغيب إثيوبيا يمنح السودان ومصر أيضا حق "المطالبة بأن يكون التفاوض علي أساس الخمسة عشر مبدءا، الواردة في المادة 3 من اتفاقية عنتيبي، والتي وافقت عليها جميع دول حوض النيل، بما فيها إثيوبيا، بشهادة 13 جهة دولية، بينها الولايات المتحدة والبنك الدولي والأمم المتحدة".

يشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كان قد قال، قبيل إعلان إثيوبيا مقاطعة الجولة الختامية للمفاوضات، إن التوصل إلى اتفاق نهائي حول السد يحتاج إلى مزيد من العمل قد يستغرق أشهرا.

وانخرطت الولايات المتحدة في محادثات سد النهضة بعد دعوة من مصر، وفشل المفاوضات بين الدول الثلاث على مدار 10 سنوات.

 

حميدتي يلقى باللوم على البرهان في اندلاع الحرب. أرشيفية
زيارات البرهان لمقرات الجيش بالولايات تأتي تزامنا مع عمليات برية يشنها الجيش - أرشيفية

قال القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء إنه "لن تكون هناك أي عملية سياسية إلا بعد أن تنتهي الحرب في البلاد".

وأضاف البرهان أمام حشد من جنود الجيش، في مدينة مروي، بشمال السودان، "لن يكون هناك سلام في السودان إلا بعد أن تخرج قوات الدعم السريع من المناطق التي احتلتها، والذهاب إلى مناطق تقبلها".

ووجه البرهان انتقادات لمن يتهمون المنتسبين إلى المقاومة بإشعال الحرب، قائلا إن "الحرب أشعلها من حمل السلاح وقتل الأبرياء وشرّد المواطنين من منازلهم".

وأكد البرهان أن "الجيش سيستمر في القتال ومواصلة الزحف وصولا إلى مدينة الجنينة عاصمه ولاية غرب دارفور".

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالا ومواجهات مسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة السابق، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وتقود السعودية والولايات المتحدة ودول أخرى جهودا لإعادة الجيش وقوات الدعم السريع إلى طاولة المفاوضات في مدينة جدة، بعد توقف المحادثات لشهور.

وتنخرط القوى السياسية السودانية الباحثة عن الديمقراطية، في تحركات متعددة لإنهاء الحرب، بعد أن أعلنت وقوفها على الحياد، بينما يتهمها أنصار نظام الرئيس السابق عمر البشير بمساندة الدعم السريع، وهو ما تنفيه على الدوام.

ووفق أرقام الأمم المتحدة، أدى الصراع بين الجيش والدعم السريع إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وأجبر أكثر من 7 ملايين على الفرار من منازلهم، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى تشاد ومصر وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا.

وقالت وكالات الأمم المتحدة إن نصف سكان السودان، أي حوالي 25 مليون شخص، يحتاجون إلى الدعم والحماية، من جراء تداعيات الحرب التي تدور في أنحاء عدة.